بغض النظر عن كل ما يقال في وسائل الإعلام المصرية والجزائرية وحديث الشارع الكروي في مصر والجزائر وتخوف المصريين من ظروف الاستقبال والإيواء وتخوف الجزائريين من التعثر داخل الديار فإننا كدنا أن ننسى الجانب الفني و التقني للمباراة التي تلعب فوق أرضية الميدان ولن يدخل أي عامل إضافي لتغليب كفة طرف على الآخر بما في ذلك الجمهور الذي قد يكون سلاح ذو حدين إذا لم يصبر ويصابر . المباراة ستكون للأحسن فنيا، تكتيكيا،معنويا وبدنيا وستلعب على جزئيات بسيطة يعرفها سعدان وشحاتة ، ويعرفها أيضا الكثير من التقنيين الذين لم نسمع ولم نقرأ توقعاتهم لسيناريو المبارا ة كيف سيكون وتركوا المجال للسياسيين والمثقفين والفنانين والجماهير للحديث عن المباراة . هل تعلمون بأن حسن شحاتة لا ينام منذ أيام ومنهمك في مشاهدة وإعادة مشاهدة مباريات المنتخب الجزائري السابقة ومعاينة أداء لاعبينا في أنديتهم الأوربية للبحث عن نقاط القوة والضعف . ويركز كثيرا على الجانبين المعنوي والبسيكولوجي وسيعمل في البليدة على الاستحواذ والاحتفاظ بالكرة وحرمان الجزائريين منها لفرض ريتمه ونسقه على مجريات المباراة . كما أن استغنائه عن ميدو هو اختيار تكتيكي وبسكولوجي أكثر من شيء آخر لأنه يعول على مجموعة متماسكة ومتضامنة كتلك التي شاهدناها في كأس أمم إفريقيا بغانا . آما رابح سعدان من جهته ورغم دموع الخوف من التعثر فإنه في تحضيراته وصل إلى غاية توقع سيناريو طرد أحد اللاعبين الجزائريين واللعب بعشرة عناصر وتكلم كثيرا مع لاعبيه فرادى ومجموعات ويبدو مدركا بأن معركة الاستحواذ على الكرة تكون أم المعارك لأجل فرض الريتم اللازم على مجريات اللقاء وأتمنى أن يدرك ولاعبوه ضرورة عدم الخلط بين المبادرة والمغامرة . سنكون مطالبين بإدارة اللعب والمبادرة وسيكون المصريون في انتظارنا في الخلف يترقبون أية مغامرة . السرعة في الأداء مطلوبة ولكن التسرع قد يكلفنا غاليا أمام منتخب يلعب بمجموعة متجانسة ومتعودة على اللعب فيما بينها وتعرف كيف تسترجع الكرة وتحافظ عليها وتحرمنا منها . معذرة وإن تطفلت على الفنيين والتقنيين مثلما فعل السياسيون والفنانون هذه الأيام ولكنني أتوقع بأن مواجهة مصر والفوز عليها سيكون أسهل من مواجهة زامبيا و رواندا والفوز عليهما.
" نقلا عن جريدة الهدّاف الجزائرية "