أظنها أسباباً كثيرة أدت إلى الإطاحة بفريق الأهلى بهذه الصورة المذلة أمام سانتوس الأنجولى من ملحق دور ال 16 بخسارة ثلاثية ربما تكون غير مسبوقة بهذه الصورة، لأن ما جرى فى الملعب كان من الممكن أن يضاعف النتيجة لو وفق مهاجمو سانتوس فى الفرص الخطيرة والعديدة التى لاحت لهم.
أهم هذه الأسباب هو ما ذكرناه على مدار عام سابق ومازالت أصمم عليه أن الأهلى بات فريقاً عجوزاً عاجزاً عن مواجهة أى فريق يمتاز بالنشاط والعناصر الشبابية والسرعة فى الملعب.. فتلك المواجهات يئن أمامها الفريق.. الذى كان بطلاً.. والمؤكد أن الفوز بالدورى المصرى لا يع*** المستوى الحقيقى للأهلى ولا يعنى أبداً أن البطل عاد رغم كل ما يقوله المطبلاتية.. ولكن الدورى استمر فى الجزيرة بقوة الدفع الذاتى للاعبين وتراكم خبراتهم من السنوات الأربع الأخيرة، وكذلك لأن الله عادل فكان لابد وأن يقف القدر بجانبهم إذا كان المنافس فى المقابل وأقصد الإسماعيلى قد فاز بإحدى مواجهاته المهمة بالتعاطف وليس بالتنافس والكفاح.. وحتى لو أحرز أبوتريكة هدفاً غير شرعى بطلائع الجيش وهى المباراة التى أوصلت الفريق لدرع الدورى إلا أن الخطأ التحكيمى وارد فى عالم كرة القدم.
هذا الفوز الخادع بالدورى المحلى على حساب الإسماعيلى الذى كان يستحق حقاً درع البطولة لم يكن أبداً يعنى أن الأهلى عاد وأن حكاية العجائز من رأس كُتابها.. وأن الأهلى بإمكانه قهر أى منافس لأنه لا يزال فى قمة مجده ومستواه.. والمشكلة أن هناك من يصدق هذا الكلام الفارغ رغم يقينى أن إدارة الأهلى نفسها لا تصدقه وترفضه وبدأت العمل سريعاً لإعادة بناء الفريق ولا تستمع للمنافقين أو المنتفعين أو غير الفاهمين.. الأهلى يحتاج لعناصر جديدة وهذه حقيقة، يحتاج للاعبين من الشبان الذين يمتلكون الرغبة فى إثبات الذات والطموح والوصول للنجومية.. والتنازل عن الكبار فى السن أو المتشبعين من البطولات أو الذين انتفخت جيوبهم بالأموال، فلابد أن يرحلوا عن الفريق إذا أرادت القلعة الحمراء النهوض من جديد.
الأهلى يلعب تقريباً بلا حارس مرمى وهى نقطة ضعف واضحة وضوح الشمس، ورغم ذلك يظل الجهاز الفنى للفريق فى كل تصريحاته ينفى هذه الثغرة.. ولا يمكن للأهلى أن ينتظر صناعة عصام حضرى جديد وقتاً أطول من ذلك.. ووضح أن التعاقد مع حارس مرمى مميز بات أمراً ملحاً للغاية.. وكل فريق كبير يمتلك حارس مرمى كبيراً وانظروا لأندية أوروبا العظيمة ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد واليوفنتوس وإنتر ميلان وغيرها.. كما أن دفاع الأهلى يحتاج للاعبين أكثر رشاقة وخفة.. ومع كل كرة عرضية يتعرض لها الفريق الآن تشعر بالخطورة ومصيرها دائماً للمهاجم وتلك مصيبة إذا اعتبرنا أن خط وسط الأهلى لم يعد بنفس القوة التى كان عليها فى الماضى لتزداد الهجمات على المرمى الأحمر فى كل مباراة يلعبها الآن.. خط دفاع متواضع وحارس مرمى متواضع.. ماذا ستكون النتيجة؟! قطعاً خسارة ثقيلة أمام سانتوس العادى جدا!
أما عن المباراة نفسها فكانت إدارتها الفنية متواضعة للغاية ولم يكن متوقعاً أبداً أن يقرر مانويل جوزيه المدير الفنى للفريق اللعب بطريقة هجومية مفتوحة وهو فائز فى لقاء الذهاب بثلاثة أهداف وهو أيضاً لا يلعب بتلك الطريقة منذ بداية الموسم وحتى مباراة الذهاب بالقاهرة التى فاز فيها.. ولا معنى لما فعله جوزيه إلا أنه لعب لنفسه وليس للفريق كما كان يعتاد قبل يومه الأخير مع الأهلى... لعب لنفسه لأنه ظن ظناً خائباً أنه حين يهاجم سانتوس ويلعب باثنين مهاجمين سيتمكن من إحراز هدف أو اثنين لتتفتح الثغرات بالمنافس فيحرز الأهلى هدفاً ثالثاً ورابعاً ويتحول من يومه الأول فى أنجولا التى تولى تدريب منتخبها الأول عقب هذه المباراة إلى بطل أسطورى ليعيش نفس الأجواء التى كان يعيشها هنا فى القاهرة.. ولكن ظنه خاب وخسر الأهلى خسارة ثقيلة بعد أن تماسك سانتوس وتمسك بالأمل فكافأه الله بالفوز الكبير.. ولو لعب جوزيه لصالح الأهلى لما أقدم على هذه الطريقة الهجومية وفريقه يحتاج التعادل أو على الأقل الهزيمة بهدف واحد أو حتى هدفين ليتأهل الفريق لدور الثمانية.. ولكنه الغرور الذى تملك البرتغالى.
كما اخطأ جوزيه حين دفع بالمهاجم الأنجولى أمادو فلافيو من بداية المباراة وهو الذى انتقل للعب مع الشباب السعودى بداية من الموسم القادم وهو الآخر يلعب مباراته الأخيرة مع الأهلى فظهر متراخياً خائفاً من الإصابة محافظاً على سلامة نفسه.. ولا يفرق معه إن فاز الأهلى أو خسر لأنه راحل عن الفريق.. كما كانت مفاجأة أن يسدد فلافيو ركلة الجزاء الرابعة وهو بهذا التهاون والمستوى المتواضع.. فطاحت ركلته وكانت سبباً مباشراً فى الإطاحة بالأهلى بعد أن كان الفريق متقدماً فى ركلات الترجيح قبلها!
ولم أفهم حقاً ماذا كان يرغب مانويل جوزيه حين دفع بالمهاجم أحمد بلال فى الدقيقة الأخيرة من المباراة.. فلا وقت أمامه ليفعل شيئاً ولا أحد يقنعنى أنه فعل ذلك لأجل ركلات الترجيح مع الوضع فى الاعتبار أن بلال سدد الركلة الأولى لفريقه ونجح.. ولكنه سبب غير منطقى.. ولا إجابة لسؤالى سوى أن جوزيه كان متخبطاً فى ذلك وربما لم ينظر فى ساعته وقت الدفع ببلال!
أما الابتسامة الغريبة لجيلبرتو بعد نهاية المباراة وقبل تسديد ركلات الترجيح وسرقتها الكاميرات التليفزيونية فلا تعنى بالنسبة لى سوى انعكاس حالته النفسية فى المباراة.. بأنه لم يكن يفرق معه هو الآخر تماماً مثل زميله فلافيو إذا كان الأهلى سيفوز أو سيخسر.. وإلا ما ضحك بهذه الصورة والأهلى خاسر بالثلاثة.
الصورة النهائية لما جرى من الثلاثى جوزيه وفلافيو وجيلبرتو تؤكد أن هناك خيانة أنجولية تعرض لها الأهلى.. وهى قطعاً خيانة غير مقصودة.. ولكن مجرد التهاون ورفض الكفاح واللعب للنفس وليس للفريق تعنى بالنسبة لى.. خيانة.. وهى.. قطعاً خيانة غير مشروعة!
وأخيراً.. أشعر بأن المنافقين يواصلون نفاقهم وكذلك الهتيفة والمنتفعين الذين يحاولون تحويل الخسارة وكأنها فى صالح الأهلى لأن لاعبيه سيرتاحون من عناء المواسم المتلاحمة وأن القدر فعل ذلك رحمة بالفريق البطل للحصول على راحة.. فذلك كلام غير منطقى.. لسبب واحد.. أن الأساسيين بالأهلى وقوته الحقيقية المتمثلة فى الخماسى سيد معوض ووائل جمعة وأبوتريكة وأحمد فتحى وأحمد حسن مستمرون مع منتخب مصر حتى يوم 5 يوليو موعد مباراة مصر ورواندا فى تصفيات كأس العالم أى أنهم سيواصلون التدريبات واللعب حتى يعودوا للانضمام لمعسكر الفريق استعداداً للموسم الجديد.. بالإضافة لإصابة محمد بركات ورحيل فلافيو وجيلبرتو فمن الذى سيرتاح.. هل هم البدلاء إنه حديث الطرشان! هؤلاء يحولون الهزيمة الثقيلة إلى الانتصار وإطلاق الزغاريد!
من الأسباب الحقيقية لهذه الخسارة الثقيلة للأهلى وخروجه المهين من بطولة الكونفيدرالية الإفريقية الضعف الرهيب لإدارة النادى فى مواجهة الجهاز الفنى لمنتخب مصر حين أصر الكابتن حسن شحاتة على اصطحاب ثلاثى الفريق سيد معوض وأبوتريكة ووائل جمعة معه إلى عمان لأجل مباراة ودية.. على الرغم من أن اللوائح والقوانين وحتى المنطق لا تجبر الأهلى على التنازل عن لاعبيه.. اشتم رائحة مصالح مشتركة بين إدارة الأهلى وإدارة اتحاد الكرة يدفع ثمنها فريق الكرة ويدفع ثمنها أيضاً جمهور الأهلى العظيم!
رئيس تحرير صحيفة "شووت" الرياضية المصرية
منقوووول