الصدمة

الصدمة هى أقل ما يمكن أن يوصف به أداء المنتخب المصرى فى كأس العالم للقارات والتى تألق فيها لاعبوا المنتخب المصرى وأبدعوا كما لم يبدعوا من قبل رغم أنهم يواجهون النجوم الأبرع والأغلى والأحرف والأقوى والأشهر على وجه الكرة الأرضية .

تألق وأبداع المنتخب المصرى صدم نجوم أكبر منتخبات العالم فلم يتوقع خوليو سيزار حارس مرمى البرازيل أن تسكن شباكه ثلاثية منها هدفان بقدم ورأس المصرى محمد زيدان الذى اذاق لوسيو كليبر وسيلفا ألوانا من المهارات ولم يرى فابيانو وجلبرتو سيلفا فى اسوأ كوابيسهما ما أراه لهما أبو تريكة فى الفرى ستيت ولم يدر بخلد روبينهو أو كاكا صاحب ال65 مليون يورو أن يقف أمامه أوكا لاعب حرس الحدود ومعه وائل جمعة وهانى سعيد بهذه القوة , ورغم تصريحاته قبل المباراة والتى أكد فيها احترامه لبطل افريقيا لم يتوقع دونجا أبدا أن يكون المنتخب المصرى أول فريق يحرز ثلاثية فى الشباك البرازيلية فى عهده .

ربما تكون صدمة البرازيليين كبيرة ولكن صدمة نجوم السيليساو لا تقارن بصدمة الأتزورى الذى لقى الهزيمة الأولى له أمام فريق افريقى ليرد الفراعنة بعض الكرامة المهدرة عبر تاريخ طويل من الهزائم أمام المنتخب الإيطالى عبر أداء تكتيكى متميز تفوق بشدة على ملوك التكتيك فى العالم ونجح حسن شحاتة فى اليوم الأخير له فى عامه الواحد والستين أن يصنع الإنجاز الأكبر فى تاريخ الكرة المصرية ونجح فى أن يثبت للجميع أن ما حدث أمام البرازيل لم يكن مصادفة وأن الفراعنة تخطوا مرحلة السيطرة على الكرة الافريقية ويبحثون عن مكان متميز على خريطة الكرة العالمية بين الكبار .

وبخلاف المنتخبات المشاركة فى البطولة أصاب المنتخب المصرى وسائل الإعلام العالمية بصدمة كبيرة أدارت رأسها تماما وجعلتها توجه أنظارها ومقالاتها إلى أبطال افريقيا عوضا عن نجوم العالم الكبار فحظى محمد أبو تريكة بتغطية إعلامية فاقت البرازيلى كاكا والايطالى بيرلو وتفوق الحضرى على جان لويجى بوفون وتصدرت صورة منتخب الساجدين الصفحات الأولى لكبرى الإصدارات الرياضية العالمية.

وجاءت الصدمة الأكبر لمنتقدى حسن شحاتة و انا منهم الذىوضعهم شحاتة ورجاله فى موقف حرج فقبل سفر المنتخب إلى جوهانسبرج لم تكن للصحافة والإعلام المصرى حديثا إلا عن تراجع المنتخب المصرى موجهة الانتقادات إلى حسن شحاتة والتى وصلت ذروتها مع أداء مصر الرائع أمام البرازيل وشهدت الصحف المصرية تناقضا شديدا بين العناوين التى تتحدث عن تألق المنتخب المصرى أمام البرازيل والأعمدة التى كتبها أصحابها قبل المباراة وكان أغلبها يهاجم المنتخب المصرى وجهازه الفنى معتمدا على الهزيمة المنطقية للمنتخب المصرى أمام البرازيل والتى ستأتى فى الغالب بنتيجة كبيرة .
لكن جائت رياح جنوب إفريقيا بما لا تشتهى سفن البعض فى مصر لتغير تلك السفن اتجاهها بين ليلة وضحاها ويعود الحديث من جديد إلى مربع عبقرية حسن شحاتة وتألق نجوم المنتخب وتغيرت المصطلحات التى سادت فى الأيام الأخيرة ولم يعد أحد يتحدث عن "العواجيز" بل عن الخبرة وأصبح حسن شحاتة صاحب بعد نظر باستمرار اعتماده على عصام الحضرى بعد أن كان الجميع يطالب باعطاء الفرصة لعبد الواحد السيد ونسى الجميع تماما ما حدث فى الجزائر وبدلة حازم الهوارى والكس***ى المسمم .. حقا انها الصدمة .
معد برنامج .. الكرة مع شوبير
منقوول